بیان وزارة الشؤون الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بمناسبة یوم القدس العالمی
بیان وزارة الشؤون الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بمناسبة یوم القدس العالمی- عام 1403 الهجری الشمسی - 2024 المیلادی
بیان وزارة الشؤون الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بمناسبة یوم القدس العالمی - عام 1403 الهجری الشمسی - 2024 المیلادی
بسم الله الرحمن الرحیم
فی الذکرى السنویة للمبادرة التاریخیة التی أطلقها سماحة قائد الثورة الإسلامیة ومؤسس الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة الإمام الخمینی (قدّس سرّه) بتسمیة الجمعة الأخیرة من شهر رمضان المبارک "یوم القدس العالمی"، لقد أصبحت قضیة فلسطین وتحریر القدس الشریف رمزا لوحدة أبناء البشر من کل عرق ودین وعقیدة فی کل أنحاء العالم حیث یدافعون عن الإنسانیة والحریة وتحقیق العدالة ویعبرون عن معارضتهم للاحتلال والظلم والقتل والجرائم التی یرتکبها الکیان الصهیونی ضد الشعب الفلسطینی المظلوم والمحاصر.
الیوم وبعد مضی أکثر من 6 أشهر على جرائم الصهاینة فی قطاع غزة فقد تحول وضع فلسطین وشعبها المتحضر والمظلوم إلى مأساة کبیرة للإنسانیة. ومازال الکیان الصهیونی یستمر فی ارتکاب جرائمه المروعة حیث قتل کیان الاحتلال العنصری والإرهابی ما یقارب 40 ألف من الرضع والأطفال والنساء والرجال الأبریاء، کما یستمر فی تنفیذ سیاسة الأرض المحروقة والتدمیر الکامل لقطاع غزة عبر تدمیر المنازل السکنیة والبنى التحتیة والمستشفیات والمدارس والمساجد والکنائس، وتجویع الناس عمداً حتى الموت.
إن تکثیف تدنیس المسجد الأقصى باعتباره القبلة الأولى للمسلمین فی العالم والضرب المبرح وتوجیه الشتائم وقتل المصلین والمعتکفین فی باحة هذا المکان المقدس خلال أیام شهر رمضان المبارک ونشر تقاریر عن الجرائم المروعة والمخزیة التی ارتکبها الصهاینة المتمثلة فی اغتصاب النساء والأسرى الفلسطینیین وتوجیه الإساءة لهم، لقد حولت کل هذه الأعمال، لیس قطاع غزة فحسب، بل الأراضی الفلسطینیة بأکملها من سجن بلا سقف لعدة ملایین من المواطنین الفلسطینیین إلى مسلخة بشریة ومقبرة للضمیر الإنسانی .
ورغم أن صوت صراخ النساء والأطفال الفلسطینیین المظلومین وأنینهم بلغ عنان السماء، إلا أن الشعب الفلسطینی الصابر والمقاوم وقف بکل شجاعة وصمود أمام هذا الظلم والجریمة التاریخیة الکبرى.
ومما لا شک فیه أن عار هذه الجرائم الکبرى سیبقى إلى الأبد على جباه داعمی هذا الکیان، وفی مقدمتهم النظام الأمریکی وباقی الحکومات الغربیة، الذین لم یمنعوا حدوث هذا الظلم الکبیر فحسب، بل ومنذ الأیام الأولى لهذا العدوان دعموا هذا الکیان بکل ثقلهم من خلال زیارة الأراضی الفلسطینیة المحتلة وإرسال کافة أنواع الأسلحة. وبالتأکید لن یُمحى ذلک أبدا من ذاکرة وصفحات التاریخ الإنسانی.
الیوم، فإن قوة صبر ومقاومة الشعب الفلسطینی الشجاع وقوى جبهة المقاومة الباسلة والمقاتلة فی المنطقة، أدت إلى إذلال الکیان الصهیونی وتخبطه وحطمت أسطورة الجیش الذی لا یقهر من خلال دفن هذا الکیان وداعمه الرئیسی أی أمریکا المجرمة فی مستنقع الکراهیة العمیقة والعامة لشعوب العالم. إن هزیمة هذا الکیان الغاصب أمر محسوم ومؤکد وفقا للوعد الإلهی. ولم تعد الأجهزة السیاسیة والإعلامیة للاستکبار والصهیونیة العالمیة قادرة على منع وقوع هذه الهزیمة بأخطاء استراتیجیة وحسابیة أو بنسب هذه المقاومة المنبثقة عن الضمائر الحیة والمحبة للحریة لشعوب المنطقة الواعیة إلى إیران.
کما أکد قائد الثورة الإسلامیة الحکیم الإمام الخامنئی (حفظه الله) بکل وضوح وصراحة؛ إن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تشید بالمقاومة وتدعمها قدر المستطاع، لکن المقاومة وصلت إلى مستوى کبیر من النضج والنمو والصحوة بحیث تتخذ قراراتها دفاعاً عن المظلوم ضد الظالم وأعوانه بکل عزیمة وثبات وتدعم الشعب الفلسطینی المظلوم بکل شجاعة.
بینما شهدنا خلال الأشهر الستة الماضیة الدعم الکبیر الذی قدمه أصحاب الضمائر الحیة والمطالبین بالعدالة للشعب الفلسطینی المظلوم والتعبیر عن کراهیتهم للکیان الصهیونی القاتل للأطفال فی عواصم ومدن وقرى دول العالم من شرقه إلى غربه، بل وحتى فی شوارع عواصم ومدن الدول الغربیة، فستصدح - أکثر من أی وقت مضى - حناجر مئات الملایین من المطالبین بالعدالة والحریة فی شتى أنحاء العالم فی یوم القدس العالمی لهذا العام بصوت المظلومیة والشجاعة ومناهضة الطغیان للشعب الفلسطینی البطل وحقیقة ما یجری فی الأراضی الفلسطینیة، وسیطالبون بتحریر فلسطین من نیر الظلم والاحتلال والإبادة الجماعیة لیس فقط لأنها القضیة الأولى للعالم الإسلامی، بل أیضا لأنها قضیة عالم الإنسانیة وأبرز مثال على الانتهاکات الجسیمة لحقوق الإنسان والقوانین والأنظمة الدولیة.
إن إیران حکومة وشعبا إذ تدین بأشد العبارات الانتهاکات الجسیمة للقوانین والأنظمة الدولیة وحقوق الإنسان والقانون الدولی الإنسانی من قبل الکیان الصهیونی، فإنها تجدد التذکیر بمسؤولیة المجتمع الدولی وحکومات العالم خاصة فی الدول الإسلامیة إزاء تقدیم الدعم الشامل للشعب الفلسطینی المظلوم لاسیما السکان ومنکوبی الحرب المحاصرین فی قطاع غزة، وتطالب الحکومات والمؤسسات القانونیة والدولیة باتخاذ إجراءات فعالة وحاسمة وفوریة لوقف هذه الجرائم ورفع قضیة جنائیة لملاحقة ومحاکمة مصدری الأوامر ومرتکبی هذه المآسی الإنسانیة وداعمیها. وفی هذا الصدد، فإن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، بالإضافة إلى مشارکتها فی مسار النظر الشفهی لمحکمة العدل الدولیة فی المتابعة القانونیة للاحتلال المستمر للأراضی الفلسطینیة وانتهاک حق الشعب الفلسطینی فی تقریر المصیر، فإنها تدعم جهود الحکومات الأخرى فی العالم من أجل استیفاء حقوق الشعب الفلسطینی.
إن وزارة الشؤون الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة - عشیة یوم القدس العالمی (17 فروردین 1403 - 5 أبریل 2024) - إذ تعید التأکید على استمرار السیاسة المبدئیة والثابتة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی دعم النضالات التحرریة والمقاومة المشروعة للشعب الفلسطینی وضرورة المواجهة الفعالة والشاملة والرادعة ضد جرائم الکیان الصهیونی المحتل والقاتل للأطفال، فإنها تدعو جمیع الحکومات والشعوب الإسلامیة ودعاة الحریة والحق فی العالم إلى الوحدة والتضامن لمواجهة هذه الغدة السرطانیة والمزعزعة للاستقرار والأمن الإقلیمی والدولی وتقدیم الدعم والإسناد الحقیقی والعملی للشعب الفلسطینی المظلوم.
کما تجدد وزارة الشؤون الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة التذکیر والتأکید على الواجبات القانونیة للمنظمات والمؤسسات الدولیة والحقوقیة فی دعم حقوق الشعب الفلسطینی الرازح تحت الاحتلال وإنهاء الاحتلال ووقف جرائم الصهاینة الهمجیة فی بیت المقدس وغیرها من المناطق المحتلة فی فلسطین، وإنهاء الأعمال العدوانیة والمثیرة للتوتر التی یقوم بها الصهاینة فی المنطقة.