بیان السفارة بمناسبة الیوم العالمی للتضامن مع الشعب الفلسطینی

بیان سفارة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی بیروت بمناسبة الیوم العالمی للتضامن مع الشعب الفلسطینی

29 تشرین الثانی هو الیوم العالمی للتضامن مع الشعب الفلسطینی. أعلنت الجمعیة العامة للأمم المتحدة بقرارها الصادر عام 1977 یوم 29 تشرین الثانی "یوماً عالمیاً للتضامن مع الشعب الفلسطینی"دعماً للشعب الفلسطینی المظلوم، وذلک للفت انتباه شعوب العالم إلى الحقوق المنتهکة لهذه الأمة. هذا الیوم یعد مناسبة لمحبی السلام فی العالم من کل دین وعرق ولغة، للتعرف کل عام على الحقوق المنتهکة للشعب الفلسطینی المظلوم وللدفاع عنها ولإدانة الظلم الذی یتعرض له هذا الشعب لسنوات.

هذا الظلم الذی یتزاید و الجرائم المرتکبة التی یتوسع نطاقها من قبل الکیان الصهیونی المؤقت یوما بعد یوم، و التی تؤلم قلب کل شخص حر أبی..

مرة أخرى یؤکد هذا الیوم على ضرورة قیام دول وشعوب العالم بواجبها الإنسانی والقانونی للدفاع عن حقوق شعب فلسطین المضطهد، کما یظهر فشل المنظمات والمؤسسات الدولیة فی حل إحدى أقدم الأزمات الإنسانیة والسیاسیة فی العالم، خصوصا فی هذه الأیام، حیث أدت المجازر الإنسانیة المرتکبة من قبل کیان الفصل العنصری، وقتل الأطفال فی الضفة الغربیة وهتک حرمة الأماکن الدینیة والمقدسات الإسلامیة فی فلسطین والقدس أکثر من أی وقت مضى إلى إزالة القناع عن وجه هذا النظام الشریر، و الکشف عن ضعف وهشاشة بیت العنکبوت هذا.

الکیان الذی استشهد أکثر من 200 فلسطینى على یده وحده هذا العام والذی ما برح یقیم المستوطنات ویهجّر السکان الحقیقیین للأرض الفلسطینیة متجاهلا القرارات الدولیة، بما فی ذلک قرار مجلس الأمن رقم 2234، والذی ما انفک کالغدة السرطانیة، یهدد السلم والأمن العالمیین بالأزمات. لکن مقاومة الشعب الفلسطینی الجدیرة بالثناء فی الضفة الغربیة وغزة وأراضی 1948 فی الأشهر الأخیرة  واعدة لجیل الشباب الفلسطینی الذین حوّل فلسطین إلى وکر أسود، مضیّقاً المجال أمام الصهاینة.

وفی هذه الأیام نشهد خلال مباریات کأس العالم لکرة القدم فی قطر ، موجة من الکراهیة لهذا الکیان، وتضامناً عالمیا مع الشعب الفلسطینی المظلوم، الأمر الذی یظهر المسار المختلف للأمم و الشعوب فی أی شکل من أشکال تطبیع العلاقات مع الکیان الصهیونی، کما یبیّن فشل الجهود الخائبة لهذا الکیان.

تؤکد سفارة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی بیروت اهتمامها بالقضیة الفلسطینیة باعتبارها القضیة الأولى والأساسیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والعالم الإسلامی، وتعتبر أن  مصیر سعی الصهیونیة العالمیة لجعل هذه القضیة منسیة، محکوم سلفاً بالفشل. وتعرب سفارة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی بیروت عن کامل  تقدیرها للمقاومة  المتمیزة والمشروعة للأمة الفلسطینیة المظلومة ضد عدوان واحتلال الکیان الصهیونی، کما تدعو المجتمع الدولی إلى الاهتمام بالجذور الرئیسیة لاستمرار الأزمة الفلسطینیة والسعی لإیجاد حلول لها.

مما لا شک فیه ان احتلال الأرض وممارسة العنف المفرط والإرهاب المنظّم والسیاسات العنصریة ضد الفلسطینیین العزل، والانتهاک الیومی لحقوق الإنسان، و ارتکاب جرائم ضد الإنسانیة من قبل الکیان المحتل للقدس، إلى جانب السیاسات المزدوجة فی التعامل مع جرائم هذا الکیان، تعد من جملة الجذور الرئیسیة للأزمة الفلسطینیة.

لذلک لا یمکن تصور حل لإنهاء هذه المأساة الإنسانیة الکبرى إلا بإنهاء الاحتلال وإحقاق حقوق الشعب الفلسطینی البدیهیة التی لا یجوز المساس بها، بما فی ذلک الحق فی تقریر المصیر عبر استفتاء شعبی، باعتباره الحل السیاسی الأکثر دیمقراطیة لعودة جمیع اللاجئین الفلسطینیین إلى وطنهم الأم، و قیام دولة فلسطین الموحدة بعاصمتها "القدس الشریف".

فی النهایة، تؤکد السفارة على ضرورة محاکمة قادة الکیان الصهیونی المؤقت کمجرمی حرب وتحدید أفعال کیان" قتل الأطفال" هذا على أنها إبادة جماعیة وجرائم ضد الإنسانیة، کما تعبّر عن تعاطفها مع شعب غزة المحاصر، و تدعو الدول الإسلامیة والمجتمع الدولی للقیام بمسؤولیتهم فی دعم الحقوق الحقة للشعب الفلسطینی، واتخاذ إجراءات فوریة وغیر مشروطة لإنهاء الحصار القاسی وغیر الإنسانی الذی یتعرض له هذا الشعب المظلوم.